- من حقنا ومن أجل وثائق التاريخ وليس من أجل سجلات الأمن أن نعرف من هو مؤسس صفحة «كلنا خالد سعيد» التى كانت الشرارة الأولى لثورة 25 يناير، من هو ADMIN1 الغامض الذى خاطب وناقش وحاور وخطط وناور واجتذب على صفحته ما يقرب النصف مليون، الآن الصفحة اختلفت بعد تسليمها لشخص آخر يتهمه البعض بأنه غير مصرى، والبعض عاتب المؤسس الأول على عدم ظهوره وتعريف نفسه يومى الثلاثاء والجمعة فى ميدان التحرير، ولكن المهم أنه هو الذى فتح الهويس ليسقط عتريس ويسقط شىء من الخوف بل يسقط الخوف كله!، لا يمكن لأى فرد أو مؤسسة مصرية أن تعرف من هو هذا الغامض، لأنها إذا طلبت الآى بى عبر الطرق العادية، وهى الشفرة التى من الممكن أن تتوصل بها إلى شخصه وطريقة ومكان دخوله، إذا حاولت ذلك سيخرج لها 600 مليون آى بى هم عدد مستخدمى الفيس بوك!،

- لا يمكن إلا من خلال مديرى مؤسسة الفيس بوك الكونية أو الأستاذ مارك زوكربرج نفسه!، هذه العقلية المصرية الجبارة التى خدعت الأمن وأقنعت الشباب وأشعلت فتيل الثورة هى التى لابد أن تجلس على عرش برامج التوك شو وتحكى التجربة التى خرجت من العالم الافتراضى إلى الواقع الراكد، لابد أن يحكى حتى يعرف الناس ما هو نبض هذا العصر الجديد؟، يجب لثورة الإنترنت أن يوازيها اقتصاد جديد وفكر جديد وعقلية جديدة، وكما قاوم الشباب خيل وبغال العصر القديم، لابد أن يقاوموا أشلاء الاقتصاد القديم، لم يعد تصدير البطاطس والطماطم هو الذى ينهض بالدول، ويكفى أن نعرف أن الفيس بوك اشترى «الدومين» أو العنوان الإلكترونى الجديد لموقعه إف بى دوت كوم كما قرأت بحوالى ثمانية ملايين دولار من شخص كان قد اشتراه بـ12 دولاراً فقط واحتفظ به على سبيل «التسقيع»!،

- إنه عالم جديد باقتصاد جديد بعقل جديد، وإذا تعاملنا مع هذه الثورة العظيمة على أنها سياسة فقط دون الاستجابة لهذا الرادار الحساس المعاصر وضبط البوصلة على اتجاه العالم الجديد، نكون قد أجهضناها ولم نفهم شباب الفيس بوك الذى لا يمكن أن ينهض بمصر من خلال اقتصاد ختم النسر وتصدير القطن الخام وقطع تذاكر قناة السويس فقط، يناير هو بداية مشرق العام ولابد أن يكون بداية مشرق النهضة.

- لابد لشباب 25 يناير من تكوين حزب جديد ويقترح البعض رمز اللوتس له كما كان الياسمين رمزاً للثورة التونسية، ولابد للإخوان أيضاً من تكوين حزب سياسى مدنى يقبل بتداول السلطة ويعتمد على نصوص الدستور ويحترمها ولا ينفى المرأة أو الأقباط، أعتقد أن اندماج هذين الحزبين فى الحياة السياسية سيزيدها ثراء وحيوية، ولابد من إعلانهما بسرعة.

- شهداء يناير من الشباب الذين أقيمت لهم صلاة الغائب هم جرح غائر لم ولن يندمل، وكما نشرت «المصرى اليوم» صور بعضهم لابد أيضاً أن تكمل غداً وتنشر صور ضباط الشرطة الشهداء الذين كانوا يقومون بحماية السجون وخرج عليهم البلطجية وذبحوهم، ليس من المعقول أن تظل الأقلام مرتعشة لا تجرؤ على الكتابة عن هؤلاء، لا يستطيع عاقل أن ينكر غباء التعامل الأمنى مع المظاهرات، لكن الشرطة ليست هؤلاء فقط، لابد أن نتذكر شهداء الشرطة ممن كانوا يؤدون واجب الحماية قبل قطع الشفرة اللاسلكية عنهم وعدم ذبحهم معنوياً وإعادة الثقة بينهم وبين مجتمعهم، وعدم وصم كل من يذكرهم بأنه خائن وعميل.